عدد المساهمات : 56معدل النشاط : 2التسجيل : 03/05/2012
موضوع: نظام السيطرة على النيران لدبابة المعركة الرئيسة الأربعاء مايو 16, 2012 1:44 pm
نظام السيطرة على النيران لدبابة المعركة الرئيسة
فى السنوات العشر الماضية ، أدى التقدم في علوم الليزر، والكهرو – بصريات والالكترونيات الدقيقة ، إلى إرساء قواعد "تقدم شامل " لنظم السيطرة على نيران الدبابة وتوجيهها Fire Control System . لقد جاء هذا التقدم في الوقت المناسب ، إذ أن تحليل معارك الدبابات التي جرت خلا ل السنوات الماضية ( وخصوصا تلك التي جرت في الشرق الاوسط ) ، أوضحت أن النصر كان دائما حليف من يمتلك أسلحة متفوقة ، تديرها أطقم جيدة التدريب . وأن نظام التحكم بالنيران ، هو القاسم المشترك بين الطاقم والقذيفة والمدفع ، التي يربطهما جميعا في علاقة تكتيكية فعالة .
اعتمدت النظم التقليدية للسيطرة على النيران خلال الحرب العالمية الثانية ، على جهاز تصويب آلي مرتبط بالمدفع الرئيسي ، ويتميز هذا بقوة تكبير من ستة إلى ثمانية أضعاف ، ومدى رؤية يتراوح بين ست وثمان درجات . كما كان لبعض اجهزة التصويب مدى رؤية أوسع لاكتشاف الأهداف . وارتكز عمل نظام توجيه النيران على" عينية " eyepiece مدرجة بشكل محدد لقياس المسافات . إضافة لعينية أخرى تستخدم لتتبع مسار القذيفة البالستي ، وكلتاهما مدمجتان في نظام التصويب . واستخدم مبدأ " تكافؤ المثلثات " لقياس المسافات . وفي هذه الحالة يوجه المدفع بحيث يظهر ضمن مجال رؤية عينية قياس المسافات ، ثم يصار إلى الضبط الدقيق ، فيدخل الهدف ضمن حيز معين من العينية . ويستخدم المدفعي ما لديه من معطيات بالستية ، وأخرى خاصة ببعد الهدف وسرعة الرياح ، لتوجيه مدفعه بدقة . ويقدر الخطأ في هذه الطريقة بنحو 20% وذلك جراء تركيز كل المعطيات سالفة الذكر ، على مساحة ضيقة في مجال رؤية العينية المحدودة . ولذلك كانت دقة هذه الأنظمة محدودة ، وفعاليتها لا تتعدى 1000م ، ومع ذلك فإن أهم مميزاتها كانت البساطة وانخفاض الثمن ، أما عيوبها فهي انخفاض فعاليتها أثناء الرمي من الحركة ، وعدم دقتها على المدى البعيد .
أما أنظمة السيطرة على النيران الحديثة فقد اعتمدت على بيروسكوب (مئفاق ) مثبت ، يستخدمه قائد الدبابة ليلا /نهارا، وبيروسكوب للمدفعي ( ذو قوة تكبير تتراوح بين 8 و 10 أضعاف) له المميزات ّذاتها ، بالإضافة إلى جهاز ليزري لتحديد المسافات Laser Range Finder . ويعزز ذلك كلهحاسبة الكترونية Compute تتحكم بعمل النظام ككل . وتقوم الحاسبة بمعالجة معطيات الميل ، والمدى ، وسرعة التتبع واتجاهها ، ودرجة حرارة البارود ، وسرعة الرياح ودرجة حرارتها ، والضغط الجوي ، والرطوبة ، والقيم البالستية لمختلف أنواع الذخائر ،بالإضافة إلى المعلومات الخاصة بسوفان سبطانة المدفع .
ويعمل النظام ككل بالطريقة التالية :
يميز الرامي الهدف عن طريق منظاره ، ويحدد نوع الذخيرة لمشاغلته ، ويعمل على الإطباق على الهدف ، بالمحافظة على خط النظر بين الهدف والمرقب sightوعين الرامي ، ثم يضغط على زر تشغيل مقدرة المدي الليزرية ، فى الوقت الذي يستمر فيه بتعقب الهدف إذا كان متحركاً . تقوم مقدرة المدي بتغذية مدى الهدف إلى الحاسبة الألكترونية ، وتستحصل السرعة النسبية للهدف ، من مجسات sensorsخاصة ، مركبة فوق برج الدبابة ، وكذلك مجس لحساب إنحراف المدفع ، وجميع هذه المعلومات تغذى تلقائياً للحاسبة الآلية . ، ثم تضاف المعلومات الخاصة بدرجات حرارة الجو وسرعة وإتجاه الرياح والرطوبة ( هذه المعلومات مفيدة لكون الهواء جسم مادي ، قابل للضغط والتحول، تحت تأثير العوامل المختلفة ، وهو مكون من جزيئات تتكاثف وتتباعد وفقاً للتأثير الخارجي عليها . ومن هنا يعتبر توفر هذه المعلومات مهم جداً . فعند إرتفاع حرارة الجو ، تتباعد جزيئات الهواء عن بعضها البعض ، وتقل كثافته ، وبالتالي تستطيع القذيفة إجتياز جزيئات الهواء بطاقة قليلة نسبياً . والعكس يحدث عند إنخفاض الحرارة، أم االضغط الجوي والرطوبة ، فهي تأثر على كثافة الهواء وبالتالي على قوة مقاومته، بحيث يجب على القذيفة صرف معدلات من الطاقة متفاوته حسب تفاوت الكثافة . وبالتالى يتغير مدى الرمي إذا إفترضنا أن زاوية القذف والسرعة الإبتدائية ثابتتان ) . على ضوء ذلك تقوم الحاسبة الألكترونية بحساب مسير القذيفة ، لتحديد الإرتفاع الأمثل للمدفع للوصول لذلك المدى ، وتحديد نوع الذخيرة الملائمة ( إختيارية وليست مفروضة ) .
ومن خلال الزمن الإنتقالى للحاسبة الألكترونية ، يمكن إيجاد زوايا التوجيه الضرورية لمتابعة حركة الهدف . وتقوم المنظومة بإظهار إشارة فى العدسة العينية لمرقب الرامي، دلالة على أن كل المعلومات جاهزة ومنظمة . ثم يسدد على الهدف ويطلق النارعليه . تستغرق هذه العملية بمجملها نحو 7 - 9 ثوان ، حسب كفاءة الرامي ومدى حنكته . لقد أمكن مع هذه الأنظمة الحديثة ، تحسين إحتمالية الإصابة من الرمية الأولى بصورة كبيرة ، ضد الأهداف المتحركة والثابتة .